حريق هونغ كونغ الهائل: قتلى ومفقودون وشبهات بإهمال جسيم!

سيطرت فرق الإطفاء في هونغ كونغ، الخميس، على حريق هائل اندلع في مجمع وانغ فوك كورت السكني، مخلفاً 55 قتيلاً على الأقل وما يقرب من 300 مفقود. وأشارت الشرطة إلى أن الحريق قد يكون ناجماً عن  إهمال جسيم من شركة بناء استخدمت مواد غير آمنة,

واستمرت جهود فرق الإطفاء طوال يوم كامل لمواجهة الحرارة الشديدة والدخان الكثيف والوصول إلى السكان المحتمل احتجازهم في الطوابق العليا.

يضم المجمع السكني 8 أبراج تحتوي على حوالي ألفي شقة يقطنها أكثر من 4600 شخص، في مدينة تعاني من نقص مزمن في توفر السكن بأسعار معقولة.

وأظهرت مقاطع الفيديو تصاعد ألسنة اللهب من الأبراج الشاهقة، التي كانت مغطاة بشبكات خضراء وسقالات من الخيزران. وتمت السيطرة على الحريق في 4 من أصل 7 أبراج، فيما لا تزال النيران تحت السيطرة جزئياً في الأبراج الثلاثة الأخرى.

وتعد الشبكات الخضراء وسقالات الخيزران من المواد التقليدية في العمارة الصينية، لكن تُوقف استخدامها تدريجياً في هونغ كونغ منذ آذار لأسباب تتعلق بالسلامة.

فيما يتعلق بالتحقيقات، فتشت الشرطة شركة الصيانة وصادرت وثائق وألقت القبض على ثلاثة مسؤولين من الشركة للاشتباه في ارتكاب جريمة قتل غير عمد. كما فتحت هيئة مكافحة الفساد تحقيقاً في شبهات فساد مرتبطة بأعمال تجديد المجمع. وقالت الشرطة إنه بالإضافة إلى تغطية المباني بشبكات واقية وبلاستيكية قد لا تتوافق مع معايير السلامة من الحرائق، استخدمت شركة بناء شاركت في أعمال الصيانة مادة رغوية لإغلاق بعض النوافذ في أحد المباني غير المتضررة.

ويعد هذا العدد من القتلى الأكبر في حريق بهونغ كونغ منذ عام 1948، حين قتل 176 شخصاً في حريق مستودع. ويشارك في عمليات الإطفاء أكثر من 1200 رجل إطفاء و304 مركبات إطفاء وإنقاذ.

أغلقت السلطات عددًا من الطرق، وتم تحويل مسار الحافلات، وأغلقت المدارس القريبة، بينما أعلن رئيس بلدية هونغ كونغ جون لي أن الأولوية هي إخماد الحريق وإنقاذ السكان ثم تقديم الدعم للمصابين والمتضررين، يليها فتح تحقيق شامل

ويعد مجمع وانغ فوك كورت واحداً من المجمعات السكنية المرتفعة الكثافة في هونغ كونغ، وبدأ العمل فيه عام 1983 ضمن برنامج ملكية المنازل المدعومة. وقد خضع المجمع مؤخراً لأعمال تجديد تكلفت نحو 42 مليون دولار أميركي.