“طعنة في الظهر”.. جعجع: لا أستطيع أن أفسّر ما حصل في المتن

أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى: “أنا لا أحبّ الحديث عن “انتصارات”، ولا أحبّ تعبير “تسونامي” في الوقت الذي حصل فيه شيء معيّن على مستوى الانتخابات البلديّة. كما لا أحبّ هذه المصطلحات عمومًا، لأنّها تُخرج الأمور من إطارها الحقيقي والصحيح. لا شك، إذا أردتُ أن أمرّ سريعًا على الانتخابات البلديّة، فلا شكّ لديّ إطلاقًا بأنّ المزاج، في شكل كبير، في كلّ المناطق التي تتواجد فيها القوّات اللبنانية، كان لصالح “القوّات”.
وتابع جعجع ضمن برنامج “حوار المرحلة” عبر شاشة الـ LBCI: “في ما خص زحلة التي هي عزيزة على قلبنا جميعًا. في انتخابات 2016 البلديّة، اقتربنا من أكثر من شخصيّة زحليّة لندعوهم إلى الترشّح معنا في الانتخابات، وكان الجواب: “أنتم أصدقاؤنا، ولكن إن ترشّحنا، سنفعل ذلك كمستقلين”. أمّا هذا العام، فكلّ من أراد الترشّح في زحلة، إن لم يترشّح معنا، كان يفضّل عدم الترشّح. كانوا يقولون: “إذا لم ترشّحوني أنتم، فلن أترشّح”. وبالفعل، هكذا حصل. ولذلك، عندما تتحدثين عن كتل، عن أحزاب، عن قوى، ما أريد أن أقوله هو أنّ المزاج الشعبي العام كان مع “القوّات اللبنانيّة”.
وأضاف: “صراحة، حتى هذه اللحظة، وبكل صراحة أقول، ليس تهرّبًا ولا مجاملة، لا أستطيع أن أفسّر ما حصل في انتخابات اتحاد بلديات المتن. لماذا؟ معروف أنّ هناك سبع أو ثماني بلديات لبيت المر، هذا مفهوم. وهناك أيضًا سبع أو ثماني بلديات أخرى – تسع بلديات – للكتائب أو لـ”القوّات”. حسنًا، هذا عظيم. الآن هناك سبع أو ثماني بلديات أخرى، أتت بمساعدة إما من “القوّات”، أو من الكتائب، أو من الطرفين معًا. بلديات محدّدة، وتحدثنا مع رؤسائها، والكتائب تحدّثوا معهم، ونحن كذلك، وصراحةً أخذنا وعودًا. لهذا قال سامي الجميّل حين تحدّث عن “طعنة في الظهر”، كان يقصد هؤلاء بالتحديد.”
وأردف جعجع: “أنا، لو كنتُ قبل انتخابات الاتحاد بربع ساعة، وسُئلتُ: “ما هي النتيجة المتوقّعة؟” كنت سأقول: “في أسوأ الأحوال، تعادل”. أو في أسوأ أسوأ الأحوال، أن تفوز نيكول الجميّل بصوت زائد أو صوتين. فماذا حصل؟ شيء صعب التفسير.”
ولفت الى: “بالنسبة للعلاقة مع حزب الكتائب اللبنانية لم تتأثر أبداً بالعكس، فهي علاقة جيدة. خضنا بعض المعارك الانتخابية سويا وبعضها الآخر لم نكن مع بعضنا. وفي انتخابات اتحاد بلديات المتن، لم نكن متخاصمين. لا أعلم ما الذي جرى بالتحديد. ولكن، ليس من العيب أن يكون رؤساء البلديات الذين انتخبوا مرشحًا آخر قد فعلوا ذلك، لكن يجب أن يعرفوا أنّهم ارتكبوا خطأ. أوّلًا، لأنّهم كانوا قد أعطوا وعودًا، سواء للكتائب أو لنا. فيما يخص انتخابات الاتحاد، أنا شخصيًا تحدّثتُ مع واحد، اثنين، ثلاثة… وأعتقد أنّ من تحدّثتُ معهم، لم يصوّتوا لنا، بل ذهبوا وصوّتوا هناك.”
واستكمل: “النقطة الثانية، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا قد أعطوا وعودًا أم لا، أقول مجددًا: الغالبية العظمى من هؤلاء الرؤساء، يعود الفضل في وصولهم إلى الكتائب أو “القوّات”. رئيس البلدية يجب أن يكون شخصًا مسؤولًا. لا أفهم كيف، بعد ثلاثين سنة من تجربة اتحاد بلديات المتن، يعيدون الكرة ويصوّتون كما فعلوا.”
وتابع جعجع: “العمل السياسي لا يكون دائمًا على حقيقته الظاهرة. أولًا، نحن لم نكن أصلًا على خلاف مع المستقلين. لم نكن يومًا مختلفين مع ميشال معوّض، فقد كنّا قد رشّحناه لرئاسة الجمهورية. هناك مواضيع اتفقنا عليها، ومواضيع اختلفنا حولها، وما زلنا تقريبًا على نفس الحال حتى اليوم. الآن، اتفقنا في الانتخابات البلدية، وربما لا نتفق في الانتخابات الاختيارية. ما حصل هو اتفاق في موقعٍ معيّن، لا أكثر. أما القول بأنّها مصالحة أو تأسيس لتحالف دائم، فلا. لم نكن على خلاف، ولا اليوم “صرنا سمنة وعسل”. الاستثناء الوحيد هو مع منصور البون، حيث عقدنا تحالفًا طويل الأمد، وأقولها بصراحة: هذا التحالف يؤسّس للانتخابات النيابيّة، بل يؤسّس لكثير من الأمور. نعم، هذا تحالف طويل الأمد وعظيم.”
وقال: “في ما يتعلّق بانتخابات بلدية جونية، تحالفنا الأساسي كان بين “القوّات” ومنصور البون، وقد أصبحا معًا أكبر قوّة في جونية، مع احترامنا الكامل للآخرين. كذلك، تحالفنا مع نعمة فرام اتُّفق عليه على قاعدة ترشّح فيصل فرام، الذي أعتقد أنّه سيكون من أفضل رؤساء البلديات في لبنان، لا سيّما في بلدية جونيه.”
وأشار جعجع الى: “نحن لم نعد في حالة “تنافس” مع “التيار الوطني الحر”، بل الأمر تجاوز ذلك. بعض الناس عليهم أن يستفيقوا. على سبيل المثال، “التيار” أصدر بيانات في عشر، اثنتي عشرة، أو خمس عشرة بلدية يدّعي فيها أنه فاز. لكن تفضّلي، ليتفضلوا هؤلاء في تلك البلديات، وليقولوا إن هذا الكلام غير صحيح. البلديات نفسها تقول: “نحن فزنا إمّا بلائحة عائلية، أو بتحالف مع قوى مستقلّة، أو أنتم دعمتمونا قليلاً فقط”. أعطيكِ مثالًا صغيرًا: مختار معراب. فور فوزه، أصدر “التيار” بيانًا يقول إنهم فازوا به. والمختار نفسه، اتصل بي بعد دقيقتين، وقال لي: “يا دكتور، أنا لا علاقة لي بهم. ما هذا الكلام؟”