لبنان يتمسك بالتفاوض من بوابة تنفيذ الاتفاقات

كتب داود رمال في “الأنباء الكويتية”:
رغم مرور قرابة السنة على إقرار اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني 2024، لا يزال المشهد الجنوبي يشهد تصعيدا إسرائيليا متزايدا في وتيرته وقوته التدميرية، ممتدا من الجنوب إلى البقاع، في خرق واضح وممنهج للاتفاق. ورغم هذا التصعيد، لم تفصح إسرائيل حتى اللحظة عن أهدافها الفعلية من هذه الحرب المفتوحة، ما يثير تساؤلات جوهرية حول نياتها وخططها الحقيقية.
وقال مصدر وزاري لـ «الأنباء»: «لم توضح إسرائيل بعد ما إذا كانت تريد من هذا التصعيد جر لبنان إلى مفاوضات جديدة تتجاهل القرار الدولي 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، أم أنها لاتزال تتصرف وفق نهجها المعتاد القائم على غطرسة القوة، إذ تضرب متى تشاء وأين تشاء ومن تشاء، من دون أي التزام بالحدود السياسية أو العسكرية التي رسمت بموجب الاتفاقات الدولية».
وأضاف المصدر: «الموقف اللبناني الرسمي واضح وثابت، وقد عبر عنه أكثر من مرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أعلن استعداد لبنان للدخول في مفاوضات تتفق على آلياتها بعد أن توافق إسرائيل على الالتزام الكامل بوقف الخروقات. فلبنان يعتبر أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تبدأ من تطبيق الاتفاقات السابقة، لا من تجاوزها أو القفز فوقها، لأن التفاوض لا يمكن أن ينطلق من فراغ أو تحت النار والقتل والتدمير».
ولفت المصدر إلى أن «المزاعم الإسرائيلية التي تتحدث عن عدم قيام الجيش اللبناني بمهامه جنوب نهر الليطاني هي ادعاءات باطلة، إذ أظهر التقرير الذي قدمه قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة، بالأرقام والمعطيات الدقيقة أن الجيش يسيطر تماما على المنطقة الممتدة من الليطاني حتى الحدود، باستثناء الجزء الذي لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي. كما أن لجنة الميكانزيم المشتركة واليونيفيل تتابعان الوضع عن كثب وتعرفان جيدا من يلتزم ومن يخرق، وخير دليل على ذلك البيان الأخير لليونيفيل الذي أكد بوضوح أن إسرائيل لا تكتفي بخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية بل تنتهك القرار 1701 أيضا».
وختم المصدر بالقول «لبنان حتى اللحظة لا يعرف ما هي شروط إسرائيل للتفاوض وموضوعها الأساسي. وتعتبر بيروت أن الطريق إلى أي حوار يبدأ حصرا من احترام وتنفيذ الاتفاقات السابقة، وعندها يمكن الانتقال إلى ملفات أخرى. أما استمرار إسرائيل في التصعيد الميداني وتجاهل الالتزامات الدولية، فيعني أنها لا تبحث عن السلام، بل تكرس واقع القوة الذي لم ينتج يوما سوى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار».
