رواج التنقيب عن الذهب في كاليفورنيا وسط قفزة بأسعار المعدن الثمين

اقتصاد نوفمبر 2, 2025

يجوب مات جيمس منذ سنوات الجبال والأنهار في كاليفورنيا بحثاً عن قطع الذهب وغيرها من الكنوز، لكن مع الارتفاع الحالي لأسعار هذا المعدن النفيس، حوّل المنقّب الهاوي اهتمامه إلى مكان آخر هو صفحاته في المنصات الاجتماعية.

 

في مرحلة غير مستقرة ومع زعزعة دونالد ترامب الاقتصاد العالمي برسومه الجمركية وتهديد الحرب في أوكرانيا أمن أوروبا، يؤدي المعدن الثمين دوره كملاذ آمن.

 

وخلال العامين الفائتين تضاعف سعر الذهب تقريباً متجاوزاً في أكتوبر الماضي 4300 دولار وهو مستوى غير مسبوق، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.

 

في الولاية التي يُطلق عليها “الولاية الذهبية” التي اشتهرت بحمّى البحث عن الذهب في القرن التاسع عشر، بدأ كثيرون فجأة في تجربة التنقيب وقد عثروا بالصدفة على مقاطع فيديو لجيمس يشارك فيها معارفه في هذا الخصوص ويتحدث عن الأدوات اللازمة لبدء هذا النشاط.

 

كما أن زيادة معدّل متابعة قناته عبر يوتيوب والعمولات على مبيعات المعدات التي يروّج لها توفران له دخلاً إضافياً، ويقول: “لا أصبح ثرياً، لكنّ هذا الدخل يُموّل هوايتي وشغفي ويُغطي ثمن معداتي”.

 

طفرة التعدين

يُدرك جيمس البالغ 34 عاماً أن طفرة التعدين عام 1849 التي شهدت توافد آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم إلى كاليفورنيا لاستغلال ما يُعرف بـ “المنجم الأم” الشهير لم تعد قائمة، لكنه لم يفقد الأمل في العثور على “الكنز الثمين”.

 

ويقول: “السؤال الذي يطرحه الجميع دائماً هو: أين يُمكن العثور على الذهب؟ للأسف، إنه السؤال الذي لا أحد يُريد الإجابة عليه، العثور على الذهب صعب جداً والجميع يُريده سراً”.

 

ويوضح كودي بلانشار الذي يستفيد من هذه الطفرة من خلال مشروعه الصغير “هيريتيج غولد راش” أنّ الطلب على أجهزة كشف المعادن هذه التي قد يصل سعرها إلى آلاف الدولارات يشهد ارتفاعاً هائلاً.

 

عائدات التنقيب

يقول بلانشار الذي حوّل شغفه إلى مشروع تجاري ويوفر رحلات تنقيب مع مرشدين: “لقد شهدت نمواً هائلاً في المبيعات خلال فترة وجيزة”، وقد أتاحت له معداته المتخصصة زيادة مردوده تدريجياً.

 

ويضيف: “هذا العام عثرت على ما يزيد عن ثلاث أونصات من الذهب مقارنة بما بين نصف أونصة وأونصة في البداية”.

 

ويعزز تحسّن أدائه من شعبية أدواته وجاذبيتها بين المستخدمين لدرجة أن مبيعاته باتت تتجاوز عائدات التنقيب.

 

واعتادت المنطقة على استقبال أعداد كبيرة من السياح المحليين والعالميين، لكن في الأشهر الأخيرة ازداد عدد الأشخاص الذين يجربون حظهم في التنقيب عن الذهب في النهر المحلي، وفق نيكايلا ديلورينزي مالكة شركة “ماتيلوت غالتش” للتعدين.

 

ومع تجاوز سعر أونصة الذهب 4000 دولار، “يعتقد الناس أنها هواية رائعة قد تحقق أرباحاً”، بحسب ديلورينزي.

 

توافقها الرأي شارلين هيرنانديز التي حضرت للاسترخاء مع عائلتها والبحث عن الذهب، وتقول المرأة الأميركية إنّ “الذهب مادة يُمكن الوثوق بها حيث بقيت ثابتة وقوية عبر الزمن”.

:شارك الخبر