«المواد الأبدية» في مساحيق التجميل… جمال ثابت بثمنٍ صحي باهظ

منوعات أكتوبر 30, 2025

تبدو مستحضرات التجميل المقاومة للماء وطويلة الثبات حلًا مثاليًا للمرأة العصرية، لكن سرّ دوامها يرتبط بما يُعرف بـ«المواد الكيميائية الأبدية» (PFAS). ويضم هذا الطيف نحو 10 آلاف مركّب صناعي يُكسب الأسطح لمعانًا ونعومة ومقاومة للماء، غير أنّ القلق يتصاعد من صلتها باضطرابات هرمونية وضعف المناعة وبعض السرطانات.

اتخذت فرنسا خطوة تاريخية بحظر هذه المواد في جميع مستحضرات التجميل والمنسوجات اعتبارًا من كانون الثاني، فيما لا تزال دول أخرى، مثل المملكة المتحدة، تدرس قيودًا محتملة. وتكمن خطورتها في أنها لا تتحلل بسهولة وقد تبقى قرونًا في البيئة—ومن ثم في أجسامنا.

توضح البروفيسورة ميريام دايموند، أستاذة الكيمياء البيئية بجامعة تورنتو، أن دخول هذه المواد إلى العين يجعل قناة الدمع طريقًا سريعًا للامتصاص، كما أن جلد الجفن رقيق ونفّاذ. وتحذّر كذلك من أحمر الشفاه، إذ قد تبتلع المرأة على مدى حياتها كميات كبيرة منه.

وتشير دراسات إلى ارتباط وثيق بين هذه المواد وضعف الجهاز المناعي—بما في ذلك استجابة أضعف للقاحات—إلى جانب اضطرابات هرمونية تؤثر في التوازن الداخلي والتمثيل الغذائي، ما يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. والأخطر قدرتها على عبور الحاجز الدموي الدماغي بما يهدد الوظائف العصبية على المدى الطويل.

لحماية الذات، يُنصح المستهلكون بقراءة الملصقات وتجنّب مركّبات مثل PTFE ومشتقات «البيرفلورو/البولي فلورو»، والاتجاه إلى بدائل طبيعية أكثر أمانًا. كما يدعو الخبراء إلى دعم حملات الضغط على المصنّعين لتطوير صيغ آمنة، وسنّ تشريعات صارمة لحظر هذه المواد.

وتؤكد آنا واتسون من منظمة «تشيم ترست» أنّ عبء الفرز لا ينبغي أن يقع على المستهلكين، مطالبةً بحظر شامل لـ«المواد الأبدية» حمايةً لصحة الإنسان والبيئة، مشددةً على أن الانتقال إلى مستحضرات أكثر أمانًا لم يعد خيارًا بل ضرورة صحية ملحّة.

:شارك الخبر