كتب داني حداد في موقع mtv:
يتردّد صدى طبول الحرب، من إسرائيل الى لبنان. توسّع إسرائيل مساحة استهدافاتها لتشمل مواقع بعيدة نسبيّاً عن الحدود. يكاد لا يمرّ يومٌ من دون اغتيال عناصر أو كوادر من حزب الله، بالتوازي مع تهديدات واستعدادات لشنّ حربٍ على لبنان. هل هذا هو التوقيت الملائم لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟
ما من زيارة قريبة للموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان، وما تردّد في هذا الإطار ليس دقيقاً. أمّا الكلام عن حركة “شباطيّة” للجنة الخماسيّة، ما دفع البعض الى التفاؤل، ليس دقيقاً بعد، وسط تباينٍ واضح في المواقف داخل اللجنة، ما عطّل زيارة كانت مقرّرة لسفراء الدول الخمس الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتشير المعلومات الى أنّ الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين السعودي والقطري بات واضحاً، وهو ينطلق من تعامل البلدين مع الحرب في غزة لينعكس على الملف اللبناني عموماً والرئاسي خصوصاً. وما زيارة السفير الإيراني الى دارة السفير السعودي إلا رسالة واضحة في هذا الإطار. علماً أنّ هذه الزيارة حصلت بعد ساعاتٍ قليلة على وصول الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني “أبو فهد” إلى لبنان ليبدأ سلسلة لقاءاتٍ بعيداً عن الإعلام، وبعيداً عن التنسيق مع باقي أعضاء اللجنة الخماسيّة. في حين طلب كلٌّ من السفير السعودي والسفير المصري موعدين مع بري.
ويؤكد مصدر مطلع على حركة الاتصالات أنّ اللجنة الخماسيّة لا تحمل أيّ طرحٍ جديد، وهي ليست في وارد تقديم مبادرة رئاسيّة جديدة، في حين أنّ مواقف القوى الداخليّة لم تتغيّر، بينما ينشغل حزب الله، حصراً، بالتهديدات الإسرائيليّة والمساعي الدبلوماسيّة لتجنّب الحرب.
ويشير المصدر الى أنّ شباط لن يكون حاسماً رئاسيّاً، كما يظنّ المتفائلون، بل “سيلبط” الاستحقاق الرئاسي أشهراً عدّة، وربما عاماً كاملاً، إذ من المستحيل انتخاب رئيس في ظلّ قرع طبول الحرب.
في المقابل، يتحدّث مصدرٌ آخر عن تعامل حزب الله بجديّة كبيرة مع التهديدات الإسرائيليّة التي تتقاطع مع معلومات خارجيّة، مصدرها عاصمة أوروبيّة، عن أنّ شباط قد يكون موعد الحرب التي ستشنّها إسرائيل على الحزب، من دون أن يُعرف حجم هذه الحرب ومساحتها الجغرافيّة، وحتى أهدافها.
وقال المصدر إنّ المنطقة تشتعل، من اليمن والبحر الأحمر الى غزة، وليس لبنان، وهو جزء من وحدة الساحات، بمنأى عنها. لذا، فإنّ انتخاب رئيسٍ حاليّاً من سابع المستحيلات. وعن حظوظ المرشّحين يقول: حظوظ الجميع ضئيلة، ما دام ملف الرئاسة لم يبلغ مرحلة الحسم بعد، ولكن يمكن القول إنّ المتقدّم حاليّاً، بعد الفراغ، هو قائد الجيش العماد جوزيف عون. علماً أن مؤيّدي عون يعتبرون أنّه الوحيد القادر على منح ضمانة للمحورَين الأميركي والإيراني، انطلاقاً من تجربته في قيادة الجيش.
في المقابل، يستبعد مصدرٌ قريبٌ من “الحزب” انتخاب عون، في ظلّ التوازنات الحاليّة، وإن تردّد اسمه على لسان أكثر من سفيرٍ وموفد.
بالاختصار، يمكن القول إنّ العين على الحركة التي سيقوم بها السفير السعودي والموفد القطري، الذي سيعقد اليوم أكثر من لقاءٍ من دون إعلام، لن تحجب النظر عمّا يحصل في الجنوب، ولن يكون مفاجئاً أن تتوسّع، في أيّة لحظة، رقعة الاستهدافات الإسرائيليّة متخطّيةً ما تبقّى من “قواعد الاشتباك” التي باتت شعاراً، لا أكثر.
أنسوا الرئاسة إذاً. احذروا الحرب.